حبكات السينما العالمية
شرح بسيط لأول ثلاث حبكات من السينما
العالمية
حينما بدأت حلم الكتابة منذ عام 2000،
ظللت ابحث عن تيمات السينما العالمية التى اسمع عنها من كل المحترفين ، ولكنى لم
استطع الوصول اليها حينها ، وظلت السنون تمر وانا ابحث عنها لانها بالنسبة لى هى
الكنز ، هى المصدر، هى صناعة الميديا من افلام ومسلسلات حتى وجدتها ، وحينما وجدتها تصفحت
فيها مرار وتكرار حتى استطيع ان افهم كل حرف بها ، ولكنى حينما قرأتهم تباعا ومرة
واحدة ، اكتشفت اننى لم احفظ أو استطع التركيز على فكرة معينة . نعم لقد قرأتهم بنهم فعلا ، ولكن قراءة عابر سبيل، بسبب كم المعلومات الموجوده
بها .
تقسيم الحبكات السينمائية
ولهذا قمت بتقسيمهم الى أجزاء ، وكل جزء به 3 حبكات فقط ، حتى
اضمن انى سوف افهمهم جيدا ، وبالفعل بعد هذا التقسيم البسيط ، اصبحت الأمور أوضح ،
واصبح الكنز فعلا ...... كنز .
ولهذا سوف اقوم بنشر كل ثلاث حبكات كل مرة حتى يتسنى لكل موهوب
باحث عن الاحتراف ، أن يقرأهم بعناية مثلما تعلمت، ومن الممكن ان نزيد من معلومات
المقال ، وكل عضو يكتب الافلام التى احبها ،وقد شاهدها من قبل ، والتى تنطبق على
كل حبكة، بل وأيضا من الممكن ان نتناقش بهم ، وبهذا سيتم التثبيت والتأكيد على كل
حبكة ، بكل فيلم قمنا باستدعائه من ذاكرتنا ، وسنجد انفسنا قد حفظنا وفهمنا
الحبكات الـ36 دون ان نحاول ان نحفظهم عن عمد ، وبكل سهولة .
مؤلف الحبكات السينمائية ( جورج بولتى )
نبدأ باول ثلاث حبكات كلاسيكية قام بتجميعهم الكاتب الفرنسي الشهير ( جورج
بولتى )
ولكن احقاقا للحق ،
يجب ان نعلم انه منذ بداية اختراع ما يسمى بعلم القصص ،حاول شتى الكتاب والمؤلفين ،
وايضا النقاد فهم وفك طلاسم القصة التى تجذب من يقرأها وتجبره ان ينتظر نهايتها ،
فاكتشفوا ان اهم مميزات تلك القصة (سلاسة السرد اى بساطة السرد ) الذى يجعل القارىء
غارق حتى اذنية فى القصة ، وتوصل البعض بصورة بسيطة ان نقطة بداية الفيلم هى من
تجعل المشاهد يقرر ان يكمل الفيلم ام يتركه غاضبا ملولا ، ولكن حذارى فاذا نجحت فى
استقطاب الجمهور فيجب عليك ان تعطيه نهاية قوية مؤثرة.
36 حبكة درامية
ولكن لم يكتفى كاتبنا الفرنسي "جورج بولتى " والذى
توفى عام 1946 بذلك ، وانما اجتهد اجتهد حتى وضع نظريته التى اعتنقها اغلب صناع المحتوى
المرئى ، وهى أن اية قصة مهما كانت لا يمكن ان تخرج عن سياق الـ36 حبكة .
واجتهد ايضا ليضع لنا اسماء تلك الحبكات ،وشرحها وايضا الأسس
التى تتكون منها ، فى كتاب تم نشره بأسم ( 36 حبكة درامية )
والكتاب يحتوى على شرح تفصيلى لكل حبكة وبعض الامثلة التى تدل
على كلامه وتم نشر الكتاب فى نهايات القرن التاسع عشر ، ثم ترجم هذا الكتاب فى
بدايات القرن الماضى وتحديد عام 1916 .
والحبكة الواحده من الممكن ان يخرج من خلالها مئة فكرة وفكرة (
ألم اقل لكم انه الكنز) ؟ ، فمن الممكن ان
تكون نفس الفكرة هى العمود الفقرى لكل انواع الافلام من افلام الرعب والاكشن وحتى
الرومانسية والكوميدى ، اذن فالحبكة من الممكن ان تتواجد فى اى نوع من انواع
الافلام والمسلسلات .
بل ومن الممكن ان تدمج اكثر من حبكة فى عمل واحد ، على الرغم
من صعوبتها ، لانها تحتاج الى حرفية عالية حتى لا تطغى حبكة على اخرى .
ولهذا دعونا نستعرض
اول ثلاث حبكات من الحبكات الكلاسيكة بشرح مبسط
1
- ( التوسل أو التضرع ) لشخص أو لأشخاص
وتسمى supplication
وتتكون فى غالب الوقت من ثلاثة عناصر ( الضحية – المجرم أو
التهديد القوى – المنقذ )
بمعنى اكثر بساطة ( حرامى يسرق سيدة عجوز والتى تصرخ فى طلب
النجدة ويسمعها البطل فيسرع وينقذ السيدة
العجوز ويقبض على الحرامى )
وهذا ليس قانون أن يكون المجرم حرامى والضحية سيدة عجوز ، بل من الممكن ان يتغير الشكل ولكن يتبقى الاساس ،
وهم الثلاث عناصر مثل فيلم شمس الزناتى – فالضحية كانوا اهالى الواحة – والمجرم كان
المارشال برعي وعصابته–والبطل هو شمس الزناتى وفرقته )
اذن لو حاولت ان تكتب مثل هذه الحبكة ، فابحث عن تلك الثلاث عناصر
واخترع بهم قصة ، وهنا يجب ان تعلم جيدا
ان هذه ليست بسرقة ، حتى لا يفهم البعض هذا الشرح بطريقة خاطئة ، بل هذا شرح لنوع الحبكة
فقط ، الصراع ، التفاعل ، عوامل جذب الجمهور ، كل هذا امامك وعليك انت ان تنسج
منهم قصة ليست شبيهه بفيلم شمس الزناتى ولكن بها ، الضحية المنكسرة ، والتهديد
الوحشى ، والمنقذ .
2- الخلاص Deliverance
وهى تشبه الى حدا كبيرا الحبكة الأولى فى انها تتكون من نفس الثلاث
عناصر وهم ( الضحية – المجرم أو التهديد القوى
- المنقذ ) ولكن هنا المنقذ يهب للنجدة دون ان يطلب منه احدا الانقاذ ، ولكن لرغبة
منه هو ، فمثلا البطل يجد طفل يتم اغواءه
ببعض الحلوي، عبر عصابة اطفال ، والطفل لا يعرف انهم عصابة لصغر سنه ، ويهم بالانصراف
معهم، فيتدخل البطل وينقذ الطفل .
اذن فمن الممكن ان يكون مكان الطفل
وهو عنصرالضحية شخص فاقد الوعى ، شخص مريض لا يشعر بما حوله ، وهكذا .
3
– جريمة تؤدى الى انتقام Crime Pursued by
Vengeance
وهذه الحبكة هى ما يلجأ اليها اغلب صناع المحتوى المرئى لحب
الجمهور لها ،وهى تتكون من عنصرين اساسين فقط ( المجرم الذى فعل الجريمة –والمنتقم
الذى يثأر من المجرم ) وكلما زادت وحشية الجريمة
، زاد انتقام البطل ، دون ان يحكم عليه الجمهور بالوحشية بسبب تعاطفه معه ، وهنا
يأتى الى اذهاننا اكثر من فيلم انتهج تلك الطريقة مثل فيلم واحد من الناس لكريم
عبد العزيز ، حينما قتلوا زوجته فانتقم منهم ، وايضا فيلم شد اجزاء لمحمد رمضان ،
وكثير من الاعمال الى لا حصر لها ، والذى لجأ كاتبها الى انتهاج تلك الحبكة .
ولكن دعونا نوضح انه ليس بعيب ان تنتهج انت ايضا تلك الحبكة
اذا اردت ، ولكن يجب ان تكون الأحداث مختلفه ، نعم سيكون انتقام من المجرم ، ولكن السؤال
هو ( من الشخص أو الجهة الذى ستنتقم منهم) ؟ والأهم كيف ستنتقم منه او منهم ، وهل لديك
امكانيات الإنتقام ، ام ستحاول ويجابهك عقبات ؟
ويجب عليك ان تتذكر جيدا اذا كنت تريد ان تكون كاتب بارع ، ان
تجعل الانتقام صعب على البطل بسبب قوة
المجرم وجبروته والعقبات التى تظهر فى طريق البطل كل حين واخر.
وللحديث بقية،
👍👍👍
AntwortenLöschen