سيناريو الفيلم - كيف تكتب سيناريو فيلم روائي طويل بشكل احترافى.
خطوات كتابة سيناريو الفيلم
فى البداية يوجد نوعان من الكتاب أو المؤلفين .
النوع الآول : الذى لا يكتب معالجة للعمل، ويترك ابطاله تحركة الى الحبكة ، وايضا الى العقدة والى حلها والى الصراعات ، فهو يتعامل كأنه متفرج لا يدرى الى ماذا تؤل حكايته ، وهذا اصعب نوع من أنواع الكتابة ، ولا يوجد مؤلفين كثر يكتبون بهذه لطريقة ، وهذا الأسلوب كان ينتهجه الراحل الذى تعلمت منه الكثير المؤلف العظيم أسامه انور عكاشة ، وايضا بعض مؤلفي الافلام مثل تامر حبيب فى بعض الاحيان .
وقد قمنا
بهذه الطريقة اثناء كتابة مسلسل رحيم ، حتى نكون أول المشاهدين ، وكنا ايضا نقوم
بتعقيد المشكلة دون ان ندرى كيفية حله ، بل ومن الممكن ان نقف ايام للتفكير كيف سيخرج رحيم
من تلك الورطة ، وهذا رغم انه اصعب اسلوب ، لكن نسبة نجاحه كبيرة ومضمونة جدا، لانه قائم
على ايقاع بطل قصتك فى مشاكل كبيرة كثيرة ، والتفكير باسلوب جديد فى كيفية الخروج منها ، حتى تحترم عقل المشاهد ولا تضحك عليه أو على نفسك ، ويجب الا تخرج بطل عملك من مشكلته عن طريق الصدفة، مثلما يفعل البعض، والتى تقل جدا من
تمكنك وحرفتك وعدم احترامك لعقلية المشاهد .
أما النوع الثانى : وهو الغالب
فى الكتابة ، فهو يبدأ الكتابة حسب خطة معينة ، فبعد العثور على قصة ، يبدأ بكتابة
معالجة يضع فيها كل افكارة ، ثم يبدأ العمل ، واحيانا كثيرة بعد انتهائه من المعالجة
، وبدايته فى كتابة السيناريو والحوار ، يجد نفسه يكتب اشياء ليست موجوده فى
المعالجة الأصلية ، وهذا بسبب ابطاله وبسبب انخراطه القوى بهم فيجد افكار اخرى ،واحداث
اخرى، يقوم بدمجها مع المعالجة مما تزيد
من قوة الاحداث .
اذن يجب فى البداية ان تحدد
ايهما انت ؟
فهل ستترك الاحداث تقودك ، أم
ستحدد خطة لنفسك ؟
اذا عدنا لتقسيم العمل ،
فهو كما قلنا من قبل فى مقالة الفيلم القصير أو فى مقالة كيف تكتب سيناريو بشكل احترافي ، هو عبارة عن ثلاث مرحل ، ويوجد ايضا تقسيمة لكل
مرحلة اذا كنت تريد ان تكتب باحترافية شديدة ، ولكن لتسهيل الامر عليك فى البداية
، دعونا نقول انهم فقط ثلاث مراحل (
البداية – المنتصف - ثم النهاية ) .
من الممكن ان تبدأ بداية عادية لفيلمك ، أو بدايه من نقطة ساخنه مثلما يقول الامريكان !!
البداية العادية وهى
التدريج فى شرح الشخصيات وعملهم الى ان نصل الى عقدة الفيلم فى الثلث الأول من
الفيلم ، ثم يبدأ الصراع فى الثلث الثاني، ثم تنتهى الاحداث بحل الصراع فى الجزء الثالث .
أما بداية النقطة الساخنة ،
فمن الممكن ان تبدأ مثلا برؤيتنا للبطل يغرق ، أو يتعرض لحادث ، ثم نعود فلاش باك
، ونرى الى ما اوصله لهذا النقطة ، أو لا نعود فلاش باك ونرى تكملة الحكاية ،
واثناء الفيلم ، يظهر فلاش باك بسيط كل فترة يظهر لما وصل بطل الاحدث الى هذه
المرحلة.
ولكن لا تدع اى قيود تحد من تفكيرك ، فلكل مؤلف تفكيره ،ولكل مؤلف رؤيته ، ومن الممكن ان تخترع اسلوب جديد فى الكتابة.
لان قواعد السيناريو ليست
نص ديني ، أو مقدسات لا يمكن التغيير فيها !!
بل دع عقلك يأخذك بعيدا ، مع
الالتزام بحبكة قوية وصراعات تشدك لكتابتها قبل ان تشد المنتج او البطل او المخرج، كى تشد الجمهور بعد ذلك.
فحاول ان تكون مبدع ، والابداع فقط من سيقودك الى ان تكون النجم القادم فى التأليف
.
قصة الفيلم
حذ وقتك فى تأليف القصة اذا كنت ستكتب عن خطة محددة ، ورتب احداثك وحينما تجد ان الاحداث ممله ، أو ليس بها حركة تشد الجمهو ، اخترع مشكلة صغيرة بجانب المشكلة الكبيرة للفيلم ، لتحرك الاحداث .
اى افعل ما يتراءى لك لكى لا يمل الجمهور من فيلمك .
ستأخذ شهور ف الكتابة ،
ولكن لا يهم فلكل نجاح مجهود وعطاء .
وكلما تعبت فى فيلمك كلما
كانت النتيجة اكثر رضا لك .
ولا تقول ان الفيلم مكتوب
من سنوات، ولا يحتاج الى تعديل، بالعكس كلما مرت فتره من الزمن ، اصبح يوجد مشاكل
جديدة ، واحداث جديدة فى الحياة ، من الممكن ان تستغلها فى كتابة فيلمك .
فقديما كان اقصى تجسس ، هو
التصنت بنفسك على الأبواب ، ثم تطور، واصبح كاميرات ، ثم تطور واصبح ميكرفونات ، حتى وصلت الى عدسة
العين من الممكن ان تكون جهاز تجسس .
فدائما ابحث عن كل ماهو
جديد لفيلمك حتى تستفاد به ، ولا يهمك طول المدة ابدااااا .
فلقد كتبت فيلم عام 2002 فى بداياتى ، وكلما تعلمت شيئا قمت بتنفيذه على هذا الفيلم، حتى فاز فى عام 2009 بجازة فى السيناريو ،وتم تسليم الجوائز فى مهرجان الأسكندرية الدولي ، أى بعد سبع سنوات عمل على فيلم واحد !!! .
ولكن ماهى النتيجة
؟
النتيجة جائزة فى مهرجان دولي ، التعرف على نجوم فى ذلك
المهرجان ، وضع اسمك ضمن المحترفين رسمي ، معارف ولقاءات صحفية تقودك الى الانتشار ، والذى منه ، يبدأ العمل
فى التدفق اليك بسبب معارفك ، والخبرة التى اكتسبتها على عمل واحد .
اذن لا تبخل على نفسك
بالمعرفة .بل تعلم ، وعدل فى عملك كلما امكن ، وانظر الى اعمالك القديمة الان ، ستجد فعلا ان بها عيوب ، وستجد انك تعرفها بنفسك
، وهذا لن يأتى الا كلما تمكنت، وتعلمت
اكثر ، وعرفت عيوب الكتابة وتفاديتها.
ولكى تعرف عيوب الكتابة ،
ستجدها فى مقال كيفية كتابة الفيلم القصيرباسلوب احترافي .
وستجد أن العيوب غالبا تكون
متشابهة فى اغلب الاعمال .
اذن دع فيلمك يظهر للنور
بتفادي العيوب ، ووضع المميزات به من حبكة قوية وصراع أقوي ، ونهاية غير متوقعة .
ابدأ ، وقاتل على حلمك ،
فهو حلمك انت ، وليس حلم شخص اخر ولن يشعر احدا مهما كان بما تعانية ، ولا تنتظر
من أحد ان يقوم بتعليمك بالملعقة ، بل ابحث واطلب النصيحة من متخصص ، ورتب كل افكارك
، لتصل الى هدفك ، حينها فقط ستستطيع .
المشهد وطول المشهد
ولكي تحدد حجم عملك وصفحاتك
، فغالبية الأعمال يكون مقاس الخط بها 14،
وبين السطر والسطر حوالي سنتيمتر ،
وهذا يؤدى الى نتيجة ان الصفحة تكون غالبا دقيقة على الشاشة .
ومن هنا تستطيع بصورة قريبة الى الواقع ، تحديد عدد صفحاتك .
شخصيات الفيلم .
الفيلم ليس به صراعات
جانبية كثيرة ، وليس به شخصيات جانبية كثيرة ، لأن مدة الفيلم غالبا ماتكون ساعة
ونصف ، اذن يجب التركيز على البطل ، وصراعاته هو ، وليس صراعات جانبية ، عكس
المسلسل الملىء بكل انواع الصراعات الرئيسية والجانبية لطول مدة عرض المسلسل .
اذن ركز على بطلك ، وركز
على صراعاته ، وعلى الشخصيات التى تقود الصراع
فقط .
نصيحة لكتابة أى عمل قوي
ونصيحة مني عن خبرة شخصية ... كلما قمت بتأليف شرير قوي ،ومتسلط وذكي ، كلما
قمت بحبكة أقوى ، لأن البطل حينها سيجد صعوبة فى التغلب على شرير العمل الذكي القوي
المتسلط ، وسيندمج معه الجمهورأكثر ، بل سيتسائل طوال الوقت ماذا سيفعل البطل ،و كيف سيتغلب على كل هذا الشر؟
اذن اطلق العنان لخيالك وقم بتأليف شخصية شريره
قوية جدا حتى تقوى من الصراع بينه وبين البطل .
ويجب ان يكون الشرير أقوى
من البطل غالبية الوقت ، لأن لو بطل عملك هو الأقوى اغلب الوقت ، اذن لن يكون هناك صراع !!
وكلما عقدت الصراع على نفسك
، وكلما صعبتها على نفسك ،كلما جعلت الفيلم اقوى والصراع أمتع ، واقوي .
نهاية الفيلم
ركز فى نهاية فيلمك ،
فغالبية الفكر الأول الذى يأتى الى ذهنك لتنهى به الفيلم ، قام شخص اخر بتأليفه ،
وانت فقط تستدعيه من عقلك الباطن .
اذن حاول ان تكتب اكثر من
نهاية لعملك ، وكلما كانت جديدة وغير مسبوقه كلما ، نجحت فى شد الجمهور لأنك اعطيته
شيئا جديد استمتع به ، وبالتالى سينتظر عملك القادم بشغف أكثر .
وللحديث بقية
تعليقات
إرسال تعليق